تقنيات التعليم والاتصال ودورها في تعلم وتعليم العلوم (الفصل التاسع)

تتجه اليوم مؤسسات التعليم حول العالم نحو توظيف تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في العملية التعليمية، رغبة منها في تقديم تعليم وتعلم ميسر وفعال وذي جودة من خلال توظيف تطبيقات الثورة الصناعية الرابعة، وذلك لما توفره تطبيقاتها من فرص وبيئات تعليمية جديدة للمتعلمين توسع وتعمق إدراكهم للمفاهيم العلمية للمحتوى المنهج الدراسي وتدعم أنشطة التعليم والتعلم التفاعلية والتشاركية، وتعزز التفاعل بين الأقران والأساتذة سواء كان ذلك داخل الفصل الدراسي أم خارجه. ويسعى هذا الفصل من الكتاب لاستعراض توظيف معلم العلوم للقدرة عالية الجودة للتكنولوجيا المحوسبة، وتجسيد المفاهيم العلمية وتقديمها بصورة تفاعلية تشاركية للمتعلمين بصياغات مختلفة (كفيديوهات، نماذج توضيحية، برامج محاكاة، واقع افتراضي، الزيارات الافتراضية للمختبرات والمواقع العلمية والمتاحف والبيئات الطبيعية). كما سيتم الاستعانة بنتائج الدراسات والأبحاث العلمية الحديثة، والتجارب والممارسات العربية والعالمية، التي يمكن اعتمادها كنماذج توفر خطوات موجهة لإعداد وتنفيذ البرامج والأنشطة التعليمية المرتبطة بعمليتي تعليم وتعلم العلوم باستخدام هذه التطبيقات، مع التركيز على دراسة حالة وسائل التواصل الاجتماعي ودمج تطبيقاتها في عملية تعليم وتعلم العلوم لتحفيز ومساعد المتعلمين على اكساب المفاهيم والمهارات والقيم والاتجاهات العلمية بصورة وظيفية ذات معنى في حياتهم ومستقبلهم المهني، والارتقاء بفهمهم لبنية العلم وعملياته من خلال تداول المعرفة والمفاهيم والمواضيع العلمية ومناقشة ومشاركة الزملاء والمعلمين لغرض المعرفة والاستكشاف والاستقصاء، وجمع ومعالجة المعلومات وعرضها؛ ومناقشتها كعلماء صغار مع الزملاء والخبراء في الجامعات والمراكز البحثية، وتوظيفهم لوسائل التواصل الاجتماعي في التعلم الذاتي بالانغماس والاستبصار في بنيته المعرفية ومفاهيمه، وذلك من خلال التأمل والحوار والمناقشات العلمية المدعومة بالأدلة والبراهين والمبنيّة على الموضوعية والمسؤولية.