حرية الفكر والعقيدة في القرآن الكريم

هدفت هذه الورقة إلى بيان مفهوم الحرية في القرآن الكريم بشكل عام، وإظهار تكريم الله للإنسان بخاصية العقل وربطه بالإيمان بالله تعالى، كما هدفت إلى إبراز مرتكزات حرية الفكر والعقيدة في القرآن الكريم من خلال بيان تأكيد العلاقة بين الحرية والفطرة الإنسانية، وتقرير القرآن الكريم لحرية الفكر والعقيدة، وحدود هذه الحرية. وخرجت الدراسة بالنتيجة الآتية: أن الله سبحانه وتعالى أراد لهذا الإنسان أن يكون حراً مبدعاً منطلقاً في هذا الكون؛ لذا خلقه بطبيعة تختلف عن بقية مخلوقاته، واختصه بمزايا تتناسب مع فطرته وطبيعة حياته في هذا الكون، ومن أعظم نعم الله على الإنسان أن جعل له إرادة حرّة لا يمكن أن تسلب منه بأي حال من الأحوال، فقد اختص الله سبحانه هذا الإنسان بالعقل، تكريماً له، وأمره باستعماله، للتوصل إلى الحقائق الصحيحة، متجرداً عن التعصب والتقليد، وفي مقابل ذلك لا يمكن أن يُفرض على الإنسان فكر معين، أو عقيدة معينة؛ لأن ذلك يتنافى مع حرية الإنسان، واستخفافاً بعقله، كما أن حرية الفكر والعقيدة أمر غير قابل للإكراه؛ لأنهما أمران باطنان، ينبعان من داخل وجدان الإنسان، يعتمدان على الاقتناع والإيمان.