التَّرَابُطُ النَّصِّيُّ في شِعْرِ خليفة التِّلِّيسِيّ ، دراسةٌ تطبيقيَّةٌ في ضَوء نَحْوِ النَّصِّ: Textual coherence in the poetry of Khalifa Al-Telisi, an applied study in the light of the syntax of the text

ملخص البحث
هذا البحث عنوانه " التَّرَابُطُ النَّصِّيُّ في شِعْرِ خليفة التِّلِّيسِيّ، دراسةٌ تطبيقيَّةٌ في ضَوء نَحْوِ النَّصِّ". إنه يأتي في إطار نحو النَّصِّ، في محاولةٍ لِفهْمِ ما يريده المبدع ناسجًا إيَّاه على منوالٍ مَّا، يريدُ إيصالَهُ للمُتَلَقِّي، ذلك المُتَلَقِّي الذي يُفْتَرضُ فيه أَنْ يكونَ قَدْ أُوتِي مِنْ الأَدَواتِ مَا يُمَكِّنُه مِنْ مُشَاركَةِ هذا المُبْدِعِ في إعادَةِ تَشْكيلِ النَّصِّ أو فَكِّ شَفْرَتِه، لاسِيَّمَا المُتَلَقِّي المُتخصِّصُ أو مَنْ له اهتمامٌ باسْتِكْناهِ النَّصُوص.
إنّه يبحث عن التَّرَابُط النَّصِّيِّ، من خلال ترابُطُ الجُمُلِ بعضُها ببعضٍ وتجاورِها في بنية النَّصِّ الواحدِ يجعلُها، وهو ما يجعلها مسئولةً عن تكوينِ سياقٍ نَصِّيٍّ مُعيَّنٍ، يُساعدُ على تفسيرِ التَّراكيبِ داخلَ النَّص. وكلُّ جملةٍ في النَّصِّ لا يُمكنُ فهْمُها إِلَّا مِنْ خلالِ ترابُطِها بأخواتِها في النَّصِّ وتلك مسئولية نَحْو النَّصِّ من خلال دراسة وسائل التَّرَابُط؛ للكشْفِ عن النِّظامِ الكُلِّيِّ الحاكمِ للنَّصِّ.
هذا ، وقد لفت انتباهيَ ديوانُ خليفة محمد التليسي ، حيثُ الشُّعورُ بأنَّه يمثِّل ظاهرة أدبيَّة في ليبيا والوطن العربي ، تستحقُّ الوقوفَ أمامها مليًّا ، والشُّعورُ بأنَّ اللُّغةَ لديه هي مادةُ تجربتِه ، يبدعُ فيها على نَحْوٍ ، يتَّضح من خلاله امتلاكُه ناصيةَ التَّعبيرِ وأدواتِ التَّرابُطِ أو الاتِّساقِ أو التَّماسُكِ النَّصِّيِّ؛ ومن ثمَّ فإنني أهدف من وراء هذا البحث إلى محاولةَ تّلّمُّسِ التَّرَابُطِ النَّصِّيِّ ، من خلالِ الإِحالَةِ والاسْتِبْدَال ، وأثر ذلك التَّرَابُط في المعنى النَّصِّيِّ أو البِنْيةِ الكُبرى ، بِشِعْر خليفة التِّلِّيسِيّ ، أي بيانُ دورهما في الاسْتِمْراريَّة الدَّلالِيَّةِ أو تعليقِ الكلامِ بعضُه ببعض ، وكيفيةِ فَهْمِ المُتلقِّي هذه الاستمراريَّة الدَّلالية