أثر الهجرة العمانية إلى زنجبار في اللغة والأدب: من خلال جريدة الفلق العمانية: المؤتمر المشترك بين جامعة بكين وجورج تاون وكرسي السلطان قابوس للدراسات العربية

منذ القرن السابع الميلادي هاجر الملكان العمانيان الأخوان سليمان وسعيد ابنا عباد إلى بمبا فراراً من بطش الوالي الأموي الحجاج بن يوسف الثقفي، ومع مرور الزمن أخذت تتشكل إمارات إسلامية على طول الساحل الشرقي الإفريقي من جزر القمر في أرخبيل موزمبيق جنوباً إلى مقديشو في الصومال شمالاً. وحين جاء البرتغاليون في القرن السادس عشر حطموا هذه الإمارات الإسلامية، ووصلوا إلى عمان واستولوا عليها؛ لكن العمانيين جمعوا فلولهم واستعادوا بلادهم عام 1644، وتعقبوا البرتغاليين حتى حرروا شرق إفريقية جميعه عام 1698 .
من ذلك التاريخ دانَ للعمانيين ساحل شرق إفريقية الذي يشمل زنجبار (Zanzibar) والجزيرة الخضراء (Pemba) وكلوه (Kilwa) وممباسا (Mombassa)، وظلت الحال هكذا حتى توفي سلطان عُمان سعيد بن سلطان البوسعيدي سنة 1856، فورث الحكمَ ابنُه ثُوَيْنِي (1856-1866م)؛ لكن أخاه ماجد بن سعيد الذي كان يتولى إدارة زنجبار في حكم والده؛ أعلن استقلال زنجبار عن سلطة أخيه في مسقط، وكان تقسيم زنجبار أكبر كارثة على العمانيين؛ لأنها كانت تعني تقسيم الأسر العمانية والاقتصاد العماني والأسطول العسكري، فقد كانت عمان قبل هذا التقسيم إمبراطورية تشمل عُمان وأجزاء من الخليج العربي وجنوب إيران وشرق إفريقية وبلوشستان وجوادر في جنوب باكستان ثم شرق إفريقية، وكانت زنجبار أحسن اقتصاداً من عُمان لأنها كانت المُصَدِّر العالمي الأول للقرنفل، وفيها معظم الأسطول العماني البحري الكبير .
وعلى الرغم من النشاط الثقافي والاقتصادي في زنجبار فإن سلطة العُمانيين فيها بدأت تضعف حتى ثار عليهم الأفاريق واستولوا على السلطة وارتكبوا مجزرة ضد العمانيين سنة 1964، والآن رغم وجود كثير من العمانيين في زنجبار إلا أنهم لا يملكون سلطة فيها، وقد تبدلت حالة زنجبار الاقتصادية إذ غدت دولة فقيرة لا تسمح السلطة السياسية فيها بتصدير منتجاتها الزراعية إلى الخارج.
وقد كانت صحيفة الفلق -التي أسسها الشيخ هاشل المسكري (1895-1968) عام 1927 وأفلت في أحداث ثورة الأفاريق عام 1963- هي أقدم صحيفة وثّقت حياة العمانيين في زنجبار ، ودونت جوانب إنجازاتهم في اللغة والأدب والسياسة والاقتصاد والتاريخ وغيرها.